13.9.07
10.9.07
عالقة
توقف المصعد عن العمل. ماذا عساها أن تفعل الآن؟ ليتها هبطت الدرج. هاهي عالقة في مصعد معطل، بجوارها ثلاثة رجال لم ترهم من قبل.
ستتأخر عن المدرسة، وستعاقب . لكن ذلك لا يهم. المهم هو كيف تخرج سالمة من هنا؟ كيف تأمن على نفسها مع ثلاثة من الوحوش؟
أحست بنظرات الرجال الثلاثة إليها، وتجنبتها مركزة بصرها على الجدار المقابل لها. حاولت السيطرة على أعصابها، وعدم إظهار خوفها.
لا شك أن الرجال يثيرهم الخوف، تماماً كالكلاب.
أحست بأناملها ترتجف. كانت تسمع أصواتهم وهم يتناقشون كأنها تأتي من بعيييد... لا تدري ماذا يقولون، ربما هم مختلفون حول من سيعتدي عليها قبل الآخرين.
الجميع يقولون بأن الرجال وحوش. أمها حذرتها منهم مراراً، وأبوها جعلها تعده بأن لا تمشي في الشوارع الجانبية الضيقة، ولا تخرج إلى الشارع مطلقاً بعد الغروب.
حتى أخوها، تلصصت يوماً من وراء الباب على محادثاته مع أصدقائه، فاكتشفت أنه ليس إلا أحد هؤلاء الوحوش. سمعته يتفاخر أمامهم بعدد البنات اللواتي ... ويشرح لهم كيف يستدرج البنات من الشارع إلى سيارته الصغيرة. سمعت أحد أصدقائه يضحك ويقول بأن طريقته أسرع وأفضل، فهو لا يقنع البنت بالركوب معه، بل يختطفها اختطافاً. يمنعها من الصراخ بمنديل مرشوش بمهدئ لا يغيّبها عن الوعي، لكنه يجعلها فاقدة الإرادة، منقادة لما يريد. ثم في النهاية يرميها في أي منطقة معزولة.
أكل الرجال كذلك؟ نعم، هي تعلم أنهم جميعاً كذلك. الكل قال لها ذلك. هل يا ترى أباها كذلك أيضاً؟ لا... ليس هو... هو فقط يختلف...
بوم... بوم... بوم
تنبهت لما حولها، واختلست نظرة إلى الرجال الثلاثة. أحدهم يدق الباب بكل قوته، والثاني ضغط مراراً على كل الأزرار، ثم جلس على الأرض. يريدون الخروج من هنا مثلها تماماً؟ ألا يستمتعون بوجود فتاة معهم في مكان مغلق؟ حتى الآن لم يحاول أحدهم... ولكن مهلاً، الرجل الثالث مازال ينظر إليها. ينظر إليها ويبتسم.
هذا هو. يجب أن تحذر منه، يبدو خطراً. هو الوحيد الذي لم يرفع نظره عنها.
انكمشت في ركن من المصعد، أبعد ما يمكن عنه.
تحرك الرجل الجالس على الأرض. تململ وأخرج هاتفه الخلوي من جيبه، واتصل بصاحب العمارة وبالنجدة.
أفلتت منها تنهيدة ارتياح. هاهم سيأتون قريباً ليخلصوها.
"يا سميرة"
"سميرة؟"
...
"آ... يا آنسة... ألست الآنسة سميرة ؟"
تنبهت له. هو يكلمها. يبدو أنها لن تنجو منه. ألا يأتون؟ ألا ينقذها أحد؟
تجاهلته. هو فقط يكلمها ليستدرجها. ألم تسمع أخاها يحكي لأصدقائه عن ذلك؟
لكن مهلاً. من أين يعرف اسمها؟
ولماذا لا يعرفه؟ هو لاشك أحد الجيران. ربما سمع أحداً يدعوها به. هذا ليس سبباً كافياً لترد عليه.
بعد عدة محاولات، يئس من أن تجيبه والتفت موجهاً كلامه إلى الرجل الواقف بجوار الباب. أخيراً. أخيراً حول نظره عنها ووجه اهتمامه بعيداً. يبدو أن حظها اليوم سيحالفها وتنجو. ستخرج من هذا المصعد سليمة. تعاهد الله ألا تطأ بقدمها مصعداً أبداً. أو أي مكان آخر يماثله. ستتجنب منذ اليوم كل الأماكن الضيقة والمغلقة.
فتح باب المصعد، ورأت سكان العمارة قد تجمعوا ببابه. أفسحوا لها وللرجال الثلاثة طريقاً، ولمحت أمها واقفة على يمين المصعد فجرت وارتمت في حضنها.
هتفت الأم: "أحمد؟ متى عدت من السفر؟ كيف والدتك؟"
التفتت سميرة، فوجدت ذلك الرجل المخيف واقفاً وراءها. ألم تنج منه؟ اتسعت عيناها هلعاً.
"ولكن يا سميرة، ألا تذكرين ابن خالتك أحمد؟"
ستتأخر عن المدرسة، وستعاقب . لكن ذلك لا يهم. المهم هو كيف تخرج سالمة من هنا؟ كيف تأمن على نفسها مع ثلاثة من الوحوش؟
أحست بنظرات الرجال الثلاثة إليها، وتجنبتها مركزة بصرها على الجدار المقابل لها. حاولت السيطرة على أعصابها، وعدم إظهار خوفها.
لا شك أن الرجال يثيرهم الخوف، تماماً كالكلاب.
أحست بأناملها ترتجف. كانت تسمع أصواتهم وهم يتناقشون كأنها تأتي من بعيييد... لا تدري ماذا يقولون، ربما هم مختلفون حول من سيعتدي عليها قبل الآخرين.
الجميع يقولون بأن الرجال وحوش. أمها حذرتها منهم مراراً، وأبوها جعلها تعده بأن لا تمشي في الشوارع الجانبية الضيقة، ولا تخرج إلى الشارع مطلقاً بعد الغروب.
حتى أخوها، تلصصت يوماً من وراء الباب على محادثاته مع أصدقائه، فاكتشفت أنه ليس إلا أحد هؤلاء الوحوش. سمعته يتفاخر أمامهم بعدد البنات اللواتي ... ويشرح لهم كيف يستدرج البنات من الشارع إلى سيارته الصغيرة. سمعت أحد أصدقائه يضحك ويقول بأن طريقته أسرع وأفضل، فهو لا يقنع البنت بالركوب معه، بل يختطفها اختطافاً. يمنعها من الصراخ بمنديل مرشوش بمهدئ لا يغيّبها عن الوعي، لكنه يجعلها فاقدة الإرادة، منقادة لما يريد. ثم في النهاية يرميها في أي منطقة معزولة.
أكل الرجال كذلك؟ نعم، هي تعلم أنهم جميعاً كذلك. الكل قال لها ذلك. هل يا ترى أباها كذلك أيضاً؟ لا... ليس هو... هو فقط يختلف...
بوم... بوم... بوم
تنبهت لما حولها، واختلست نظرة إلى الرجال الثلاثة. أحدهم يدق الباب بكل قوته، والثاني ضغط مراراً على كل الأزرار، ثم جلس على الأرض. يريدون الخروج من هنا مثلها تماماً؟ ألا يستمتعون بوجود فتاة معهم في مكان مغلق؟ حتى الآن لم يحاول أحدهم... ولكن مهلاً، الرجل الثالث مازال ينظر إليها. ينظر إليها ويبتسم.
هذا هو. يجب أن تحذر منه، يبدو خطراً. هو الوحيد الذي لم يرفع نظره عنها.
انكمشت في ركن من المصعد، أبعد ما يمكن عنه.
تحرك الرجل الجالس على الأرض. تململ وأخرج هاتفه الخلوي من جيبه، واتصل بصاحب العمارة وبالنجدة.
أفلتت منها تنهيدة ارتياح. هاهم سيأتون قريباً ليخلصوها.
"يا سميرة"
"سميرة؟"
...
"آ... يا آنسة... ألست الآنسة سميرة ؟"
تنبهت له. هو يكلمها. يبدو أنها لن تنجو منه. ألا يأتون؟ ألا ينقذها أحد؟
تجاهلته. هو فقط يكلمها ليستدرجها. ألم تسمع أخاها يحكي لأصدقائه عن ذلك؟
لكن مهلاً. من أين يعرف اسمها؟
ولماذا لا يعرفه؟ هو لاشك أحد الجيران. ربما سمع أحداً يدعوها به. هذا ليس سبباً كافياً لترد عليه.
بعد عدة محاولات، يئس من أن تجيبه والتفت موجهاً كلامه إلى الرجل الواقف بجوار الباب. أخيراً. أخيراً حول نظره عنها ووجه اهتمامه بعيداً. يبدو أن حظها اليوم سيحالفها وتنجو. ستخرج من هذا المصعد سليمة. تعاهد الله ألا تطأ بقدمها مصعداً أبداً. أو أي مكان آخر يماثله. ستتجنب منذ اليوم كل الأماكن الضيقة والمغلقة.
فتح باب المصعد، ورأت سكان العمارة قد تجمعوا ببابه. أفسحوا لها وللرجال الثلاثة طريقاً، ولمحت أمها واقفة على يمين المصعد فجرت وارتمت في حضنها.
هتفت الأم: "أحمد؟ متى عدت من السفر؟ كيف والدتك؟"
التفتت سميرة، فوجدت ذلك الرجل المخيف واقفاً وراءها. ألم تنج منه؟ اتسعت عيناها هلعاً.
"ولكن يا سميرة، ألا تذكرين ابن خالتك أحمد؟"
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)