26.3.07

همسة

همست زهرةُ من زهور البراريَ ذات صباحْ

بسرّ خطيرٍ لجارتها

سمعته عيون الرياحْ

تناثر مثل حبوب اللقاحْ

حين هب عليها الهواءْ:

"نحن لسنا سواء!

نتشابه في الشكل، في اللون، والرائحةْ

في هبوب الهواء علينا، ورفرفة الأجنحةْ

للفراشات والنحل نحن غذاءْ



ربما نتشابه في كل شيءٍ

ولكننا نختلف

أحب الصباحَ

وأنت تحبي نزول المساءْ

أحب الندى، وأشعر بالبرد حين الغيوم تسيل مدامعها بالبكاءْ

وتنتعشين لمرأى السحاب بصدر السماء



تودين موتاً أنيقاً

تضمك باقة زهر رقيقةْ

يعرفك الناس قبل مماتك

وعند انطفاء الحياة بصدركِ

يعلو نواحْ


أما أنا، فوحدي هنا

أحب البقاءْ

وذات مساءْ

سأذوي على الغصن صامتةً

بارتياح"


 

22.3.07

أمي

حِجر أضع رأسي عليه
يد تداعب شعر رأسي
وتقشر التفاح لي
صوت يغني كي أنامَ
ولا أنام
إلا بنصف الليل، بعد أن نامت
جِواري منهكة

كم  قبلتني،  احتضنتني، من حكايات الأساطير حكتني

كم أنصتت لي، ناقشتني، سألتني حين أصمت ما سبب صمتي، سقتني
أطعمتني، نهرتني، غضبت مني، كثيراً أغضبتني، وبختني، ثم حين بكيت منها صالحتني


أأحبها؟ هل لا يحب الزهر بستاناً نبت فيهِ؟
ألا يحب النهرُ منبعه؟ تحب كواكبُ الكون الشموسَ المشرقة؟

لكن، كثيراً ما أسأت الفهم، ظنّيت المحبة سيطرة، خلت اهتمام الأم محض تحكم وتجبر أو عسكرة
ذكرت لحظات الغضب و نسيت أيام الحنان

دار الزمان

و كبرت يا أمي، كبرت، عرفت أن لا أحد في الكون يُحببني كما أنت، يخاف علي، يرعاني كما ترعينني أنتِ
علمت كم أنت تعبتِ كي تربيني
عذراً أيا أمي، رجاء سامحيني



 
 
Locations of visitors to this page